الشهب و النيازك

0

الشهب و النيازك



هناك ظاهرة جویة تحدث عند دخول جسم صغیر من الفضاء الخارجي إلى الغلاف الجوى، وإذا وصل الجسم إلى سطح الأرض سمي بالنیزك أما إذا احترق قبل وصوله سطح الأرض سمی بالشهاب، وتختلف شدة احتراق الشهاب حسب حجمه. والشهب ذات الأحجام الكبیرة نوعا ما، تحدث لمعانا قویة في السماه . وعندما تكون الجسیمات الساقطة أكبر حجما فإنها تحدث انفجارات ضوئیة كبیرة، یظل مضیئا لبضع دقائق قد یصل إلى الساعة.

وأحیانا یمكن رؤیة الشهب نهارة في ضوء الشمس من شدة قوة اللهیب الناتج من احتكاك هذه الشهب بالغلاف الجوي للأرض. وتنقسم الشهب والنیازك إلى مجموعات حسب أصول وشكل مدار كل مجموعة منها. في یوم ١٣ دیسمبر ٢٠٠۶ ضرب جو الأرض مجموعة كبیرة من الشهب، آتیة من Meteor الفضاء، وهذه ظاهرة فلكیة سنویة یعرفها الفلكیون بسیل الشهب» أنو وهناك نوع آخ ر من ، shower- وتأتي من أي اتجاه وفي أي وقت، وتنتج ،sporadic، الشهب تسمى الشهب الفرادي عن حبیبات غباریة تائهة في الفضاء. سیل الشهب ینطلق في مجموعات تتعدى المئات بل أحیانا الآلاف عبر الفضاء متجهة للأرض محدثة ضوءا لاما عند اصطدامها مع الغلاف الجوي، ویمكن للإنسان رؤیته بالعین المجردة. 

داخل المجموعة الشمسیة توجد آلاف البلایین البلایین من الأجسام الصلبة الصغیرة التي تتراوح أقطارها بین الملیمتر والسنتیمترات، هذه الأجسام الصغیرة جدا ماهي إلا بقایا ومخلفات المذنبات، تنفصل من ه ا ومن ذیلها ع ند الاق تراب من الشمس. وأثناء دوران الأرض حول الشمس یدخل إلى غلافها الجوي آلاف الملایین من هذه الأجسام الصلبة الصغیرة جدا، وبسرعات تصل إلى ٧٢ كیلو مترا في الثانیة الواحدة، وهي سرعات كافیة لكى یولد الاحتكاك بین الجسیمات والغلاف الج وى، وتكون نقطة مضیئة تنطلق في السماء المظلمة، أو تحدث خطا لاما یظهر ویختفي سریعا، ویعرف ذلك باسم الشهاب. 

اهمیة الشهب والنیازك والمذنبات للحیاة


الأرض تستقبل یومیا خلال ال٢۶ ساعة حوالى 8 بلایین من هذه الشهب، یمكن مشاهدة ٢۵ ملیونا منها فقط بالعین المجردة في أماك ن متف رقة عل ى الكرة الأرضیة، بین ما یتعذر رؤیة الباقي بسبب لمعانه الخافت. أما ظاهرة رخة الشهب فهي تحدث في أوقات معینة من السنة، وتظهر خلالها مجموعات من الشهب تتعدى المئات أو الآلاف في الساعة ال واحدة، بینما یكون الظهور المعتاد للشهب في حدود شهاب أو شهابین على الأكثر في الساعة في أي مكان على سطح الأرض. وتفید متابعة ظاهرة رخة الشهب خلال الأوقات التي تقع فیها في التأكد من صحة الحسابات الفلكیة؛ حیث یعتبر حدوثها في الوقت الذي حددته الحسابات الفلكیة مؤشرا على نجاح هذه .

الحسابات هناك العدید من السیل الشهب التي یشاهدها سكان الأرض في فت رات زمنیة محددة من العام، ومن أش هر هذا السیل من ال شهب البرشاویة» التي تظهر یوم 11 أغسطس وتنطلق في السماء من اتجاه مجموعة النجوم المسماة مجموعة «برشاوس»، وذلك نتیجة دخول الأرض في حركتها حول الشمس إلى مدار مذنب «سویفت تنل» فتقابل أعدادا كبیرة من الجسیمات المسببة للشهب، حیث إن سیول الشهب یكون مصدرها .

الأصلي هو ذیول المذنبات أما «شهب لیونیید» والتي تسمى أیضا «الضاربة الأسدیة»، من مذنب «تامبل تات ل» الذي یدور حول الشمس في عكس ات جاه دوران الأرض حولها. ورخة شهب «الأسد» أو «الأسدیات» تظهر في السماء في اتجاه مجموعة الأسد النجومیة یوم 16 نوفمبر وذلك نتیجة دخول الأرض في مسار أحد المذنبات التي تدور حول الشمس.

یعتبر المذنب «تامبل - تاتل» المسئول عن هذا السیل من الشهب. ویدور حول الشمس مرة كل مر٣٣ سنة في مدار إهلیلجي، فیخترق مدار الأرض ثم یبتعد خلف كوكب أورانوس. وفي كل مرة یدخل فیها المذنب إلى أعماق النظام الشمسي ویقترب من .الشمس، یتعرض الأشعة وریح الشم س، مما ی ؤدي إلى الغلیان وتتمدد طبقاته الخارجیة حین ذاك ینتفخ المذنب ویمتد خلفه من الجهة الأخرى المقابلة للشمس ذیل طویل من الغبار المتأین والغازات والأبخرة وعندما یبتعد مذنب «تامبل - تاتل» عن الأرض لیمر في مكان بعید ما عبر مدارها، یترك خلف ه في كل مرة كم یة من المخلفات في موقع م خ تلف قلیلا عن الدورة السابقة.

هذه الذیول المتروكة تنتشر شیئا فشیئا مع الزمن أثناء دورانها حول الشمس، لیصل الكثیر م نها إلى جو الأرض. ت م رصد سیل (رخة) الأسدیات یوم 14 نوفمبر سنة ٢٠٠٣ في سماء الشرق الأوسط، واستمرت حتى ١٩ من نوفمبر. إن رخة شهب الأسدیات یمكن أن تتطور لتصبح عاصفة من الشهب تكون في أوج نشاطها مرة كل ور ٣٣ سنة. وأن أول تسجیل لهذه العاصفة كان عام ١٨٣٣ ،حیث ظهرت على شكل كتل الثلج وأحدثت هذه العاصفة ضجة كبیرة وخوفا وهلعا كبیرین في أمریكا الجنوبیة. 

وأدى تساقط أعداد كبیرة من الشهب من مجموعة برشاوس التي سقطت على بلدة شمالی الهند في ٢٨ سبتمبر ٢٠٠٣ إلى إصابة شخصین بجراح، وتسبب سقوط عاصفة الشهب التي أضاءت سماء ولایة أوریسا الساحلیة الهندیة، محدثة صوتا قویة، في إشاعة الرعب بین السكان المحلیین، وأشعلت الشهب المتساقطة الحرائق في العدید من المنازل بمقاطعة  مایوربانج» الهندیة، وبالتالي فإن سقوط الشهب أحیانا یكون مدمرا |في شكل (٢ (مجموعة برشاوس كما ظهرت خلال أغسطس ١٩٩4 : ا لو هیوادو بی با هم برای شكل (٢ (كرة ناریة من شهب البرشاویات في أغسطس ١٩٩4 ولإمكانیة رؤیة هذا السیل من الشهب في السماء لابد من توافر شروط أساسیة منها أن تكون اللیلة مظلمة وغیر مقمرة، ویفضل متابعتها بعد منتصف اللیل حیث تكون حركة الشهب الداخلة إلى غلاف الأرض الجوي في اتجاه عکس حركة الغلاف الجوي للأرض، مما یزید من درجة الاحتكاك والتوهج، ویعطى الفرصة لعدد كبیر من الجسیمات الصغیرة للاحتراق واللمعان.

ونظرا لأهمیة الشهب والنیازك والمذنبات للحیاة على الأرض فإن هناك بعض سفن الفضاء تحوم داخل حزام الكویكبات الموجود بین المریخ ،والمشتري، وهذا الحزام هو المسئول عن الأجسام التي تصل إلى الأرض من الفضاء ESA لتأتي منها بعینات. إن الرحلة الفضائیة التي قادتها وأعدتها وكالة إیسا الأوروبیة للفضاء في سنة ٢٠٠٣ وتسمى روزیتا، قد خرجت إلى الفضاء فقط لدراسة منطقة الكویكبات وكذا عدد من المذنبات التي تحوم في المجموعة الشمسیة.

أو خارج حدود المجموعة الشمسیة . مكونات الشهب: لمعرفة مكونات الشهاب یمكن استخدام طریقة التحلیل الطیفى، ،Na وأكسجین 0 ،وصودیوم ،N ونیتروجین ،H فإنه یتكون من هیدروجین ومنجنیز ،Ca وكالسیوم ،Si وسیلیكون ،AI (وألمونیوم ،Mg ومغنسیوم ونیكل ،Fe وحدید ،Mn وأحیانا تظهر أیونات هذه العناصر الكیماویة في تركیب طیف هذه الشهاب، بمعنى .Ni وجودها أیضا. إن سرعة النیزك الكبیر عند دخولها الغلاف الجوي والتي تصل إلى 70 كم في الثانیة الواحدة، تجعل هذا النیزك یصطدم بجزیئات الغلاف الجوي فینشر أجزاء من جسمه وتتحول إلى طاقة، یمكن أن تأین العناصر المكونة له، ویتحول جزء آخر إلى طاقة حراریة ترفع حرارة النیزك إلى 3 آلاف درجة مئویة. 

ویحدث ذلك على ارتفاع أكثر من 100 كم من سطح الأرض، ورغم هذا فإن سرعة الشهاب تظل كبیرة جدا ولاتتناقص إلا قلیلا، فتصل إلى ارتفاع 59 كم قبل أن تنتهي كل مادة هذا الجسم في الغلاف الجوي. ورصد هذه الشهب یتم من خلال مرور هذه الشهب أمام بعض الكامیرات أو التلسكوبات التي تعمل بانتظام، ویتم الرصد یومیا المئات من تلك المذنبات أو الشهب وذلك لدراسة تركیبها وحجمها وشكلها وتأثیرها في المكان الذي وجدت فیه. وأحیانا كثیرة تأخذ صورا مختلفة من أجهزة مختلفة لنفس الشهاب لعمل صورة (ستیریو) للمدار الذي اخت رقته، وبالتالى تحدیده ت حدیدا جیدا، وكذلك تحدید سرعته باستخدام بعض .المعادلات والنظریات الفیزیائیة المعروفة.

لا يوجد تعليقات

أضف تعليق