النيازك والحياة

0

النيازك والحياة



سوف نرى لاحقا في هذه الدراسة أن فهم المادة أو البنية الذرية للمادة الحية، من وجهة نظر جينية (مورثاثية) Genetic مهم جدا كما قال ذلك جيم واطسون Jim Watson مكتشف اللولب المزدوج وأحماض DNA.

«كل الموجودات من نبات وحيوان وجماد ماهي إلا صورة واحدة تتأثر كيميائيا وبيولوجيا وتتغير بناء على ذلك، والتغير يمكن أن يكون للأفضل أو العكس. حتى الجماد يتغير وبه شكل من أشكال الحياة». ويقول إرنست ماير Ernst Mayer أن العلماء الذين يعملون في فروع علوم الحياة المختلفة مثل الوراثة.

والأجنة والتصنيف والبيئة معظمهم لايقدرون حق التقدير لما بين هذه التخصصات من اختلاف، وكيف أنها تختلف جوهرية عن علوم الفيزياء. والإلمام بصورة عامة للمتخصص في علوم الحياة البيولوجية للتخصصات المختلفة الأخرى فيها له أهمية في عملية التقدم المعرفي. كل المعلومات في هذا الجزء من الدراسة من كتاب هذا هو علم البيولوجي».

العلوم الفيزيائية التي تهتم بالجماد أكثر من الجسم الحي. الكائنات الحية العضوية تمثل شكلا من أشكال الازدواجية وهي ليست ازدواجية البدن والروح مثلا بل هي بيولوجيا تعني أن الكائن الحي يكون في صورتين متلازمتين، الصورة الجينية genotype والصورة المظهرية Phenotype والصورة الجينية تعني مكوناته من أحماض نووية، لها ذاكرة وهي التي تحدد جنس ونوع شكل الجسم المولود، أما الصورة المظهرية فهي حصيلة تجمعات من المواد كبيرة الجزيئات مثل البروتينات والدهون التي بنيت على أساس معلومات يمدها بها البنيان الجيني، ومثل هذه الازدواجية ليست معروفة في الجماد . 

يقول جورج شتاينز» إن المنزلة الرفيعة للفيزياء والرياضيات كعلم العلوم - منذ القرن السابع عشر وحتى الآن - تمضى الآن إلى الزوال لقد أصبح المحور الجديد هو علم الحياة Biology، وفروعها مثل الكيمياء الجزيئية، والوراثة البيولوجية، وغيرها، يبدو أن هذه الفروع العلمية الآن وهي تتلولب وتتداخل في كل ركن من أركان الحياة العلمية والفلسفية، مثلما فعلت فيزياء دیکارت ونيوتن في السابق.

نظرة مستقبلية متفائلة


عصر الجينات والإلكترونيات: أو مايسمى بالتقارب البيوني، وهو تقارب العلوم البيولوجية مع كل التكنولوجيات الإلكترونية. وهو ما أطلق عليه جون ماكهيل «الخاصية التطورية العضوية للنمو التكنولوجي» يقول جال إيلول «إن التطور يمضي دون تدخل طاقة من الإنسان، إلا قليلا». لقد بدأ التقارب البيونى فعلا لأن الكمبيوتر هو الذي سهل للمشروع الذي يسمى «مشروع الجينوم البشری» وبدأ يظهر العلاج بالجينات، وبدأ يشعر البشر أن لديهم معلومات جديدة حول أجسادهم ويمكن أن يدير المحيط الحيوي. وسوف تظهر علوم جديدة وأفكار جديدة، مثل: ١. اليوجينيا: عملية تحسين العوامل الوراثية للبشر ۲۰.

الأيكولوجيا: علم البيئة وسوف ينتمي المستقبل إلى بيئة جديدة وذلك بتعقيد التكنولوجيات الحالية وعمل أو تحضين البيوتكنولوجيا والتي يمكنها تحويل الكثير من العمليات الصناعية إلى عمليات بيوتكنولوجية صديقة للبيئة ٣- البيومعلوماتی: شبكة هائلة من المعلومات البيولوجية تسمى بمشروع الجينوم البشرى. والنظام العالمى لبنوك الجينات.. تعرف كلمة بايونيك Bionic بأنها صفة استخدام الأجهزة الإلكترونية لمساعدة الإنسان في أداء مهام صعبة أو معقدة» وهي اختصار لكلمة بيو۔ إلكترونى.

الكمبيوتر البيولوجي: لايزال الكمبيوتر يصنع من مجرد بلاستيكات ومواد معدنية مألوفة في العصر الصناعى وهو يعتبر الآن طفلا، والأمل في صناعة الرقائق البيولوجية والتي سوف يصنع منها كمبيوتر المستقبل والذي سوف يهدم حياتنا إلى حياة جديدة وليس لها مثيل الآن.

يقول دانیل بوتكين «ستكون الطبيعة في القرن الحالي من صنعنا، والقضية هي مدى التعمد في صناعتها، ودرجة الرضا عنها «. ويقول کین دنیشوالد في كتابه Age Wave أو موجة الشيخوخة إن سكان الأرض أجمع يزاد على رءوسهم الشعر الأبيض وأصبحت هذه الفترة العمرية إحدى مراحل الحياة، وليست فترة ينتظر فيها الإنسان وفاته «إن الشعر الأبيض فوق رأس به قدر كبير من المضمون ولذوى الشعر الأبيض الحق في صياغة المستقبل. إن متوسط عمر الإنسان الآن يصل إلى متوسط 75 سنة، وفي منتصف القرن الحالى سوف يزداد متوسط عمر الفرد ليصل إلى أكثر من 100 سنة. 

وبالتالي لابد وأن يعاد صياغة دور ذوى الشعر الأبيض والاستفادة من هذه العقول، لأن العالم أصبح الآن عنده القدرة على محاصرة الأوبئة والقضاء على الأمراض، وتغيير أجهزة الجسم التالفة. يقول مارکس بیروتز Max Perutz عالم البيولوجي الجزئية «هناك ثلاثة موضوعات مهمة في حياتنا وهى إنتاج الغذاء والصحة والطاقة ويقول «لقد غير العلماء وسوف يغيرون في المستقبل القريب مالايقدر عليه الساسة والجنرالات ونجوم التليفزيون والسينما.

مازال الإنسان حتى الآن يأخذ الطاقة التي يحتاجها من عملية الحرق بصفة أساسية. وهذا يعتبر تخلفا شديدا حتى الآن، ويمكن أن يسمى بالحضارة صفر. ولم تمكننا هذه الطاقة إلا من تسخير المعادن، والتحكم في الجو، واستغلال موارد الأرض، وهذا يعتبر حتى الآن مستوى مدنيا من إنتاج الطاقة، التي يتضاعف استهلاك الإنسان لها مرة كل 10 سنوات. ويعتبر ذلك رغم تقدم الحضارة الحالية، إلا أنها تعتبر متدنية جدا أو طورا أول من أطوار الحضارات كما قال ذلك العالم الفيزيائي الفلكي «فريدمان دايسون» تلك الحضارة هي الحضارة صفر»، ولكن مع نهاية القرن الحالي (الحادي والعشرون) سوف نصل إلى الحضارة رقم 1 .

إنتاج الطاقة من استغلال كل طاقات الأرض وإن الأمل وه معقود في تضافر العوامل الثلاثة للثورات العلمية وهي المادة - والكمبيوتر - والجينات في عملية التحكم في كل طاقات الكوكب وبالتالى الوصول إلى الحضارة رقم 1 وتسمى بالحضارة الكوكبية، وبالطبع من ضمن هذه الطاقات، باطن الأرض، طاقة الشهب والنيازك التي تصل إلى جو الأرض.

أما النوع الثاني من الحضارة فهو في الأساس لإنتاج الطاقة من السيطرة على الطاقة الشمسية، وهذا النوع من الحضارة يمكن أن يحدث بعد حوالي 500 سنة من الآن أو أكثر لأن هذا سوف يساعد على الخروج تماما من المجموعة الشمسية ومحاولة استعمار مجموعات نجمية أخرى، وسوف يتضاعف استهلاك الإنسان للطاقة في ذلك إلى مرة كل عدة شهور. وتسمى هذه الحضارة بالحضارة النجومية.

أما النوع الثالث فهي تسمى بالحضارة المجرية، وهي استجلاب طاق النجوم الأخرى غير الشمسية وبالتالي يكون الإنسان في الأرض قادرا على التنقل خارج مجرتنا، وبذلك يتطور الإنسان من مستغل الإمكانات كوكبه لإنتاج الطاقة وانتقل إلى استغلال نجمه (وهو الشمس) في إنتاج الطاقة ثم انتقل أخيرا إلى استغلال مجرته في إنتاج الطاقة وبذلك ومن المتوقع أن يصل الإنسان إلى المستوى الحضاري الثالث بعد حوالي 10 آلاف سنة أو أكثر قال جون مورجان في كتابه نهاية العلم «إذا كان المرء يؤمن بالعلم فيجب عليه أن يقبل إمكان انتهاء الحقبة العظيمة من الكشف العلمي، فالمزيد من البحث العلمي قد لايسفر عن ثورات واكتشافات كبيرة بل مردود متناقص وهزيل «فهل كان يقصد نهاية الحضارة صفر التي نحن فيها الآن وإمكانية الانتقال إلى الحضارة رقم 1 أو الحضارة الكوكبية.

لا يوجد تعليقات

أضف تعليق